فرحة لكِ ووردة
تجولتُ بخاطري لفتراتٍ وفترات ، أنتقي عبارات ، لا شبيه لها بالجمال ، بإخلاص القلب ووفاءه لكني ، لم أستطع ذلك ، و نزلتُ بستاناً أتجول بين وروده وأزهاره ، لأنتقي منها ما يليق بمقامك الذي تجلى على خدودك ، التي انهمرت عليها دمعات الحب ، من قلبٍ طالما سهر الليالي الطوال ، تناجي من لا تأخذه سنة ولا نوم ، وقد إفترشتِ ، سجادة الصلاة في عتمة ليلٍ غرق في بحر الظلمات ، تنهلين من بحور الكتب ، تذاكرين بجد العابد المتعبد ، فطلب العلم ،أخذ من صدرك الحنون مكانا ، لإيمانك برسالة،رسمها الله ، بأن جعلنا أمة إقرأ،ونثرها على صدر الحبيب المصطفى ، صلوات الله وسلامه عليه ، فكنت مع خير من آمن به ، واحتذى حذوه إتبعتِ سنةً ، رغبها الله ، فكنتٍ مع خير من أؤتمن بأمانة العلم ، في هذه اللحظات ، تنقلتُ ببصري بين ورود الجناين ، فلم أرى وروداً تليق بحجم الموقف فكنتِ أعظم من كل موقف ، لكني سأستعيض عن كل الورود ، مهما كان لونها ورائحتها،لأهديك مهجةً مني ، فطالما إنتظرتُ هذه اللحظات العظيمة ، التي لا ولن أتمالك نفسي إلا وأن أضعك بين ذراعيَّ لأحتضنكُ ، بكل ما أملك من حبٍ ووفاء ، وإخلاص ، هديةً مني أقدمها لقلبكِ الحاني ، الذي لا ولن أنساه في خضم صراعات الحياة الصعبة ، فقد كنتِ لي منارا ترسم لي بقعةَ ضوءٍ في نفق الحياة ، أخذتُ منه نوره ، فكان نورا لحياتي ، الذي كم تمنيت على ربي بأن تمدَّ بيَ الحياة ، حتى أرى هذا النور في عينيكِ ، يرسم بسمة النجاح على وجهكِ ، الذي لمعت فرحتَه ، لتقتحم قلبي وصدري ، لتعطيني أملَ الحياةِ المتجدد ، لأكون لكِ ولهم كما علمتيني بجد الحياة وإجتهادها ، نعم ، أقولها وكلي ثقة بما أقول ، أنكِ كنتِ عنوانا لي في كثير من المواقف ، أنظر في عيونكِ ، لأستقي منها معاني الحب والوفاء والإخلاص ، لكِ ولكل من يدور حولكِ وفي فلككِ ، فأنت كتبتِ صفحاتٍ منيرةٍ في عتمة الليالي ، فلكِ أسمى آيات التهاني ، ولنفسي أهنيءُ لحظات الفرح ، في غياب دمعةٍ كنتُ واثقاً أنكِ شربتِ منها كل معنى للفخار والنجاح ، فكم كنتِ تسرعين الخطى ، وتحت زخات المطر، حتى تنالين رضاً ، ارتسم لكِ لينير أمامكِ الدرب ، فكنتِ خير من إحتفظَ بذكرى هذه الدمعات ، تستذكرينها مع كل موقف ، ولكن ومهما إفتقدتِ تلك الدمعات فكان عزاؤكِ ، أنكِ على ذلك العهد مضيتِ ، لا تألين جهداً ، إلا وبذلتيهِ ، كي تبشرين تلك العيون ، التي إحتضنتكِ ، بدمعاتها لمراتٍ ومرات ، وفي أول لقاءٍ تسعدين به في أحلامكِ الجميلة ، وأنتِ تتوسدين ذراعيك ، تبتسمين على فراشكِ ، الذي إبتهج لقدوم الليل ، وكأنكِ على موعد اللقاء ، لتكوني وحدك مع من قلبكِ إعتمر بحبه لتزفِّي ، لذلك القلب الكبير خبر النجاح والتفوق ، لتكتمل الفرحة ، حتى وإن كانت بمنامكِ الهاديء ، وتُسَر عيناكِ وتكتحل بفرحة من هم إبتعدوا عنا بقضاءٍ ، نحن آمنّا به لأننا مؤمنين بموعد اللقاء الأخير ، في جنان الفردوس ، بمشيئة الله ، الذي قدر وما شاء فعل ، نعم ، سوف لن تبخلي بفرحتكِ على أحد ، حتى من مضى منهم ، فهنيئا هنيئا لكِ بُنَيَّتي بجهدكِ وإجتهادكِ ، وأسعدكِ الله ، وأدام عليكِ الصحة والعافية ، فالقلب يعمره فرح بكِ ولكِ ،فلن تستطيع الكلمات ولا باقات الزهور التعبير عن قوة الفرح المزروع في نفسي .
( بمناسبة تخرج ابنتي روح الياسمين من الجامعة وبتقدير إمتياز فألف .. ألف مبروك وإلى الأمام )