بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأراك تسرع في الخطا رمضان
إلى أين أيها الراحل عني ؟
إلى أين أيها الموادع ؟
أراك تسرع في الخطا ، أما إنك ترحل عن قلب يشتاقك ، وروح تحبك ، ومشاعر
تهفو إلى لقائك ! قف أيها الراحل .. زدني من وقتك ، وهبني من شجونك ،
وامنحني من روائع ليلك وسحرك ، ومدني بألطاف نهارك ودقائق وقتك !
واهـ لذكراك ! أرجوك لا تفجعني بالرحيل !
أما علمت أيها الراحل أن شوقك أظنى من يحدثك ؟ ودقائق لحظاتك تجري من جسده مجرى الدم في الجسد ؟!
إلى أين أيها الراحل ؟!
أما إن قلبي وجد كل ضالة يشتاق إليها ، ووقف على كل حقيقة كان يأمل
أن يعيشها ، وعرف بك كم ينال القلب من سرور ؟ وهاهي مشاعري أكبر من أن
أصفها ، وأعظم من أن أبين عن لحظاتها ! أما إني وجدت في رحابك كل مفقود ،
وعشت فيك كل معنى ، وأدركت أن للروح إشراق ، ولحظاتك أثمن لحظات إنسان في
الأرض .
إلى أين أيها الراحل ؟
لمن تترك قلبي بعدك ؟ ولمن تهب مشاعري وراءك ؟ ومن يتولى سقيا قلبي
المجدب بعد رحيلك ؟ يا أيها الراحل إن كنت تحتاج شاهداً على حبك فهذا دمعي
هذه اللحظة يسكب عبرات روحه دون استئذان ، وهذه مشاعري تنداح حزناً على
فراقك ! وهذا جسدي يقف عاثراً في الطريق يعجز عن حمل قواه حين نبأ رحيلك ..
وما أنا إلا محب وكذلك يصنع الحب في أهله ومحبيه .
إلى أين أيها الراحل ؟!
وقلبي ما زال ضامئاً يبحث عن رواه ! أما حدثك أنه وجد ضالته في هجيع
الليل ، ولقي أنسه وروحه وشوقه في لحظات السحر ؟! فلماذا تحرمه وقد عثر
على أعظم مفقود ؟! أرجوك لا ترحل فقد عثر على العافية ، ووجد النعيم ، وذاق
في رحلتك كل معنى جميل ..
زده من أيامك فربيع روحه أقبل وارفاً .. مد له في خطوك فهاهو قد أوشك على
التخلّص من أدرانه وأمراضه ، أمنحه بعض وقتك ليمنح الحياة معنى جميلاً ،
ويكسوها من ألقه وإشراقه نوراً كبيراً ، أعطه مساحة أوسع ويعدك أن يعطي
واجبه ، ويسير يركض في أداء رسالته كأمثل ما يكون .. ! أتراه كان يدرك هذا
النعيم ؟ ويكابد هذه الأشواق ، ويشعر بهذه اللحظات ؟ كلا ! لو كان ذلك لما
رأيته يبكي أسفاً على رحيل أيامك من حياته .
مالي أراك تسرع في خطاك ؟ أقصور في ضيافتك أوجب لك هذا الرحيل العجل ؟ أو
ضعف عناية بلحظاتك دفعك إلى هذا الترحال ؟ أو قدر الله تعالى كتب عليك أن
تكون لحظات رائعة وأوقات ثمينة ودقائق جميلة ثم تذهب كما تذهب دقائق الحياة
في كل يوم ؟!
أما إن قلبي ما زال ضامئاً ، وروحي ما زالت تعيش أشواقها ، ومشاعري تهتف كل
لحظة على ذهاب لحظاتك ، وأرجو أن يكون فيما بقي لثم هواها ، ودواء شوقها ،
وحديث الأرواح لقلبها .. ويكفيها هذا منك وتعيش عاماً على أمل اللقاء بك .
من بحر تجوالي